أخطاء في التسويق عبر البريد الإلكتروني تهوي بمعدلات فتح الرسائل
يُعد التسويق عبر البريد الإلكتروني من أقوى الأدوات التي يمكن أن تستخدمها الشركات للوصول إلى جمهورها المستهدف. إلا أن هذا النوع من التسويق قد لا يكون فعالاً دائمًا إذا لم يتم تنفيذه بشكل صحيح. يكمن أحد أكبر التحديات التي يواجهها المسوقون في رفع معدلات فتح الرسائل. إذ تظل نسبة كبيرة من الرسائل الإعلانية تذهب إلى سلة المهملات أو تظل غير مفتوحة من قبل المستلمين، وهو ما يشير إلى وجود مشاكل أو أخطاء في الاستراتيجية المستخدمة. وفي هذا المقال، سنتناول أبرز الأخطاء التي تؤثر على فعالية حملات التسويق عبر البريد الإلكتروني وكيف يمكن تجنبها من أجل تحسين معدلات الفتح وتحقيق أفضل النتائج.
1. عدم تخصيص الرسائل بشكل مناسب
يعتبر تخصيص الرسائل أحد أكثر العوامل تأثيرًا في التسويق عبر البريد الإلكتروني. الشركات التي تعتمد على إرسال رسائل جماعية دون تخصيص المحتوى بشكل يتناسب مع اهتمامات العميل أو تاريخه الشرائي غالبًا ما تواجه انخفاضًا في معدلات الفتح. على سبيل المثال، عندما يتلقى العميل رسالة تحتوي على محتوى لا يتماشى مع احتياجاته أو اهتماماته الشخصية، يصبح احتمال فتحه للرسالة ضئيلاً للغاية.
في المقابل، عند تخصيص الرسائل بشكل يركز على تفضيلات العميل وتاريخه في التفاعل مع الشركة، تزداد فرص فتح الرسالة بشكل ملحوظ. ويمكن ذلك من خلال استخدام بيانات مثل سلوك التصفح أو المعلومات التي يتم جمعها عبر القوائم البريدية السابقة.
2. عدم وضوح عنوان الرسالة
العنوان هو العنصر الأول الذي يراه المستلم عند تلقي البريد الإلكتروني. إذا كان العنوان غير جذاب أو غير واضح، فهناك احتمال كبير أن يتجاهل المستلم الرسالة بالكامل. يجب أن يكون العنوان موجزًا، جذابًا، ويعكس المحتوى الفعلي للرسالة بطريقة مباشرة.
من الأخطاء الشائعة التي يرتكبها العديد من المسوقين هي استخدام عناوين غامضة أو مبالغ فيها قد تثير الريبة، مما يؤدي إلى إحجام العملاء عن فتح الرسائل. على سبيل المثال، استخدام عناوين مثل “افتح الآن لتربح جائزة كبرى!” قد يجعل المستلم يتشكك في مصداقية الرسالة ويعزز احتمالية أن تُصنف على أنها بريد مزعج.
3. إهمال تحسين التجربة عبر الأجهزة المحمولة
مع تزايد استخدام الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية للوصول إلى البريد الإلكتروني، أصبح من الضروري التأكد من أن الرسائل الإعلانية تم تحسينها بشكل جيد لعرضها على جميع أنواع الأجهزة. إذا كانت الرسائل غير متوافقة مع شاشات الهواتف المحمولة أو تحتوي على صور غير ظاهرة بشكل صحيح، فسيؤدي ذلك إلى انخفاض كبير في معدلات الفتح.
البريد الإلكتروني الذي يُعرض بشكل غير منسق على الهواتف سيشجع المستلمين على التخلص منه فورًا، مما يؤدي إلى فقدان فرصة للمتابعة أو التحويل. لذلك، يجب أن يتم تصميم الرسائل بحيث تكون متوافقة مع جميع أنواع الأجهزة، وأن تكون قابلة للقراءة بسهولة دون الحاجة إلى التكبير أو التحريك.
4. إغفال أهمية التوقيت
التوقيت يعد من العوامل الحاسمة في نجاح حملات التسويق عبر البريد الإلكتروني. قد يكون لديك أفضل محتوى، ولكن إذا لم يتم إرساله في الوقت المناسب، فقد لا يصل إلى الجمهور المستهدف بالشكل الأمثل. تشير الدراسات إلى أن إرسال البريد الإلكتروني في أوقات محددة يمكن أن يزيد من فرص فتحه. على سبيل المثال، إرسال الرسائل في ساعات الصباح الباكر أو في وقت الغداء قد يكون أكثر فعالية من إرسالها في ساعات المساء أو خلال عطلات نهاية الأسبوع.
يجب على الشركات استخدام أدوات تحليلية لفهم توقيتات التفاعل الأمثل بالنسبة لجمهورها المستهدف، ثم تحديد الأوقات الأنسب لإرسال الرسائل.
5. الإفراط في إرسال الرسائل
من الأخطاء التي تؤثر سلبًا على معدلات فتح الرسائل هو الإفراط في إرسال الرسائل للعملاء. عندما يتلقى المستلم رسائل بريد إلكتروني بشكل يومي أو حتى أكثر من مرة في اليوم، فإنه سيشعر بالملل أو الإزعاج ويبدأ في تجاهل هذه الرسائل أو حتى إلغاء الاشتراك في القوائم البريدية.
من المهم الحفاظ على توازن بين تكرار إرسال الرسائل ومحتوى تلك الرسائل. إرسال رسائل مفيدة وقيّمة بين فترة وأخرى يحافظ على اهتمام العميل ويعزز احتمالية فتح رسائلك المستقبلية.
6. استخدام محتوى مكرر وغير مثير
إرسال محتوى مكرر أو غير مثير للاهتمام يشكل أحد الأسباب الرئيسية لعدم فتح الرسائل. إذا كانت الرسائل تتضمن عروضًا مشابهة جدًا لتلك التي تم إرسالها في رسائل سابقة، فإن العميل قد يشعر بعدم الحاجة لفتح الرسالة. المسوقون الذين لا يقدمون محتوى جديدًا أو مثيرًا يعانون من معدلات فتح منخفضة.
من المهم التأكد من أن كل رسالة تقدم قيمة مضافة للمستلم، سواء من خلال عرض منتج جديد، تحديث في الخدمة، أو معلومات قيّمة. قد تكون العروض الخاصة والخصومات الحصرية أحد أبرز العوامل التي تحفز العملاء على فتح الرسائل.
7. عدم الاهتمام بتجربة المستخدم داخل الرسالة
حتى إذا تم فتح الرسالة، فإنها قد تفشل في تحقيق الأهداف إذا لم تكن تقدم تجربة مستخدم جيدة. يشمل ذلك التأكد من أن تصميم الرسالة بسيط وواضح، مع وجود رابطات واضحة للدعوة إلى العمل (Call to Action) مثل “اشترِ الآن” أو “اعرف المزيد”. إذا كانت الرسالة مليئة بالكثير من النصوص أو الصور المعقدة، قد يشعر العميل بالإرباك ويقرر تركها دون التفاعل معها.
تصميم بسيط وأنيق مع محتوى مختصر ومباشر يزيد من فرص تفاعل المستلمين مع الرسالة. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تتسم الرسالة بسرعة التحميل وتعمل بشكل جيد عبر جميع الأجهزة.
8. الإغفال عن اختبار الرسائل قبل إرسالها
من أكثر الأخطاء شيوعًا التي تؤدي إلى انخفاض معدلات فتح الرسائل هو الإغفال عن اختبار الرسائل قبل إرسالها. يتمثل هذا في إرسال الرسائل إلى قائمة البريد الإلكترونية الخاصة بالعملاء دون التأكد من جودتها أو تنسيقها بشكل صحيح.
يجب على المسوقين دائمًا إجراء اختبارات A/B لعدة عناصر في البريد الإلكتروني مثل العنوان، والصور، والعروض، والتوقيت. يساعد ذلك في تحديد الأنسب لجمهورهم المستهدف وتعديل الرسائل بناءً على النتائج التي يتم الحصول عليها.
9. عدم احترام سياسة الخصوصية
قد يؤدي عدم احترام سياسة الخصوصية أو إرسال رسائل البريد الإلكتروني إلى أشخاص لم يوافقوا على تلقي رسائل تجارية إلى انخفاض معدلات الفتح وارتفاع معدلات إلغاء الاشتراك. من المهم احترام خصوصية المستلمين وتوضيح كيفية جمع بياناتهم واستخدامها في كل رسالة.
إن إضافة خيار لإلغاء الاشتراك بوضوح في كل رسالة يعزز من مصداقية الحملة ويقلل من الانطباع السلبي لدى العملاء.
الخلاصة
بشكل عام، إذا كانت حملات التسويق عبر البريد الإلكتروني لا تحقق النتائج المتوقعة، يجب النظر في الأخطاء التي قد تؤدي إلى تراجع معدلات فتح الرسائل. تتراوح هذه الأخطاء بين تخصيص غير كافٍ، إلى تصميم غير متوافق مع الأجهزة المحمولة، أو حتى الإرسال في توقيت غير مناسب. إن تجنب هذه الأخطاء وتنفيذ استراتيجيات تسويق عبر البريد الإلكتروني محكمة ومدروسة يمكن أن يساهم بشكل كبير في تحسين فعالية الحملة وزيادة التفاعل مع الجمهور المستهدف.
